
في كل جيل يولد صوت استثنائي، يحمل بين طبقاته طرب الماضي وأحلام المستقبل، ويُبشّر بميلاد نجم حقيقي. الفنان أمين نصر هو أحد هذه الأصوات النادرة التي تخترق الأذن لتستقر في القلب.
من على خشبة المسرح، بدأت رحلة أمين وهو طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة، حيث كانت أولى تجاربه في عالم الفن المسرحي، وسرعان ما لاحظ موهبته الفذة الشاعر الكبير جمال بخيت، الذي رأى فيه مشروع فنان واعد، ونصحه بالاهتمام بصوته والعمل عليه بجدية.

ومع مشاركته الثانية في عرض احترافي عن السيرة الذاتية لبيرم التونسي، تألق أمين بصوته وأدائه، ليؤكد مجددًا أنه فنان من طراز خاص. بعدها، جاء اللقاء الفاصل مع الموسيقار القدير حلمي بكر، الذي قال عنه:
“صوته نادر، بيريّح القلب قبل الأذن.. فيه شبه من محمد عبد المطلب، وده مش سهل تلاقيه في الزمن ده.”
ولم تتوقف المسيرة عند ذلك، فقد عرّفته منصة تيك توك بجمهور واسع، لتكون بوابة شهرته وانتشاره، وأصبح من الأصوات المؤثرة على السوشيال ميديا، بفضل إحساسه العالي وطريقته الصادقة في الغناء.
أصدر مؤخرًا أغنية “سابوك وحيد”، التي لاقت نجاحًا ملحوظًا، ويستعد حاليًا لإطلاق ألبوم غنائي مميز من إنتاج ريحان ونور عادل، يضم مجموعة مختارة من الأغاني التي تعبر عن شخصيته الفنية وأسلوبه الخاص.
وعلى صعيد التمثيل، أبدع أمين نصر في مسلسل “قلع الحجر” مع المخرج حسني صالح، والذي عُرض في رمضان الماضي، وترك فيه بصمة واضحة. كما قدّم أداءً رائعًا على خشبة المسرح في مسرحية “بشير التقدم” مجسدًا شخصية “أبو الكرامات”، ضمن عمل مسرحي تناول حياة رفاعة الطهطاوي، من إخراج حسن الوزير، بمشاركة صوتية للفنان علي الحجار، وإنتاج المهندس محمد العبد.

وكان له لقاء إعلامي مميز مع الفنانة مروة عبد المنعم، تحدث فيه عن رحلته ومشواره الفني وتفاصيل حياته الخاصة التي شكلت موهبته وإنسانيته.
أما الفنان القدير عبد الباسط حمودة، فقد تبنّى موهبة أمين واعتبره كابنه، وعلّمه الكثير من أسرار علم النغم، مما أضاف لأمين بعدًا فنيًا لا يُقدّر بثمن.

أمين نصر ليس مجرد صوت جميل، بل هو تجربة فنية كاملة تنمو بثبات، وتشير إلى مستقبل كبير. هو أحد الأصوات القليلة التي تستطيع أن تجمع بين الكلمة والإحساس، وبين الفن والروح. موهبة حقيقية تلمع في سماء الفن، وتستحق أن تُسمع وتُقدَّر.